بطلة حكاية اليوم هي ست الملك ابنة العزيز بالله و جارية رومية من سراريه أطلق عليها أسم العزيزية ، يقال أن العزيز بالله الفاطمي أحب تلك الجارية التي لم تنجب له سوى ابنة واحدة هي ست الملك و أغدق عليها بالمجوهرات و الملابس و الخدم و الحشم، و أمتد حبه إلى أبنته الكبرى ، التي كانت قرة عينه في طفولتها ، و كانت تحضر معه مجالس الحكم و اصبحت في صباها و شبابها مستشارة والدها الأولى.
و لكن كما هي الأحوال في بلداننا فأمرأة بذكاء ست الملك لن تصل ابدا إلى الحكم، فكان الحكم من نصيب أخاها الأصغر الحاكم بأمر الله .
*********************************
تولى الحاكم بأمر الله الفاطمي ملك مصر في الحادية عشر من عمره بعد وفاة والده العزيز بالله، ولكنه كان طفلا فقام ابن عمار أحد موالي العزيز بالله بالوصاية على الحكم حتى يبلغ الأمير الصغير.
في البداية باركت ست الملك الوصاية حتى تبين لها طمع أبن عمار في السلطة و استهزائه بأخيها الصغير، فقررت أن تتخلص منه و تسند وصاية العرش لبرجوان مولى العزيز بالله.
*******************************
تسمع عن حارة برجوان في القاهرة؟ هل تسائلت عن يا ترى من هو هذا البرجوان؟
برجوان كان مخصي من موالي العزيز بالله ، كان داهية و كان يظهر إخلاصه للعزيز بالله و من بعده لابنته ست الملك الذي كان يدرك أن من بعد أبيها هي التي بيدها الأمر و النهي.
عزلت ست الملك ابن عمار و عينت مكانه برجوان ليصبح وصيا على عرش مصر الذي امتد حكمه في هذا الوقت من الشام إلى المغرب.
و لكن برجوان أزال القناع عن وجهه بمجرد توليه السلطة فقد تصالح مع كل خصومه بما فيهم ابن عمار و كذلك وطد علاقاته بأمراء حلب و الشام و هنا أدركت ست الملك فداحة خطأها و علمت أنه من الخطر الآن مواجهته فقد كان نفوذه يكبر و عندا شعر برجوان بتهديد ست الملك أمر بحملها إلى القصر الفاطمي الصغير في قلب القاهرة على ألا تخرج منه ابدا.
*****************************
ظن برجوان أن الأمور قد خلت له باختفاء ست الملك من الصورة ، إلا أنها قد عقدت النية مع أم أخيها الحاكم بامر الله على قتل برجوان فتسللت غلى القصر ووقفت وراء ستار هي و أرملة أبيها بينما أخاها البالغ من العمر السابعم عشر في ذلك الوقت يقتل برجوان.
***********
أنتهى الجزء الاول من القصة
أقعدوا بالعافية
No comments:
Post a Comment