في متحف الانسان (musee de l'homme) الواقع في شارع تروكاديرو باريس 16 سوف تجد بينما تتجول قي أركان المتحف جمجمة لرجل و مكتوب عليها (criminal) في الحقيقة أنها جمحمة مجرم مدان، مدان بالنخوة و الكرامة و عدم الصمت على المذلة ، فتى أتى لتلقي العلم في الأزهر فانتهى به الأمر غيورا على بلد ليس منها و حتى لم يتركوه يدفن فيها أنها للبطل سليمان الحلبي
*****************************
كليبر المرتعش سافر إلى العريش لمقابلة الإنجليز الذين يحاصرون جنوده شمالا في الإسكندرية و يضيقون الخناق عليه و يمنعون وصول المعونات من فرنسا إليه، يعرض على الإنجليز ترك مصر من دون إراقة دماء المزيد من الفرنسيين ، و الإنجليز يرفضون إما أن يرحلوا كاسرى حرب و إلا فلا .... و أنتهت المحادثات إلى لا شئ.
يهاجم كليبر فلول الانكشارية حتى حدود الشام.... ليسمع عن ما حدث في القاهرة (ثورة القاهرة الثانية) أتخيل كيف أشتد غضبه، فقد كانت تلك الحملة نحسا منذ البداية حتى أن نابليون قد تركها له حتى لا يقال أن نابليون فشل في قهر بلد غير معروفة مثل مصر.
يعود كليبر إلى القاهرة و بكل يأس السنتين الماضيين و بكل ما تحمل من هزيمة يضرب القاهرة و بالتحديد بولاق و الأزبكية بكل ماأوتي من قوة حتى قال الجبرتي أن بولاق أصبحت أثرا بعد ما كانت عين.
أستولى على أملاك المحروقي و تآمر مع مراد بك و جعله حاكم الصعيد و نصحه الأخير (المملوكي الخائن) أن يحرق القاهرة كلها حتى لا تقوم لها قائمة.
و بعد أن دك كليبر القاهرة و قتل ما قتل و حدد إقامة مشايخ الأزهر و الأعيان قرر أن يتمشى قرب حديقة الأزبكية مع كبار مهندسي الحملة ليرى كيف يبني ما هدمه ليصبح هذا البلد المتخلف أشبه بدرة العين باريس.
و هنا أقترب منه شحاذا يربط يديه و يطلب من كبير الفرانسيس الإحسان.... و ما إن قربه إليه كليبر حتى أمسك الشحاذ بيده و كاد أن يقعطعها و طعنة عدة طعنات قاتلة بخنجره وسط ذهول مهندسي الحملة.... و قد حاولوا بعد أن أفاقوا أن يهاجموا الشحاذ ولكنه طعنهم و لم تودي طعناته بحياة احد منهم.... هرب الشحاذ إلى أحد المروج المجاورة و سرعان ما انقلبت القاهرة رأسا على عقب حتى وجدوه و أعلنوا عن هويته أنه الشاب الأزهري سليمان الحلبي.
*****************************
من سليمان الحلبي
هو سليمان ابن محمد أمين الونس المولود في حلب حي البياضة في العام 1777 لاب متدين يعمل ببيع الزيت و الزبد. أراد الأب لابنه أن يكون شيخا ليفخر به فارسله برا إلى مصر ليدرس فب الأزهر و يعود و هو الشيخ سليمان.
أما عن أصول سليمان الحلبي فذهب بعض المؤرخين أنه كردي الأصل من مدينة عفرين و لكن المؤرخ السوري الأشهر خير الدين الأسدي صاحب كتاب دراسات مقارنة في تاريخ حلب قد أكد نسبه لعائلة ونس الحلبية.
وصل سليمان إلى القاهرة و سرعان ما أنخرط في حواريها و عرف من مشايخه ما عرف عنها ..... ثم كانت الحملة البغيضة بعد سنة من وصوله القاهرة، الفرانسيس و جنود الحملة الذين يتحرشون بالمصريات، و دخولهم الأزهر بالخيول، كان فتى غيور على دينه و مصر....
يقال أنه أنضم للمقاومة الشعبية تحت قيادة الشيخ الأزهري محمد الشرقاوي، أما الباقي فلم يعرف منه سوى يوم مقتل كليبر.
تم القبض على سليمان الحلبي و أمر الجنرال مينو بمحاكمة عسكرية له ... عذبوه الفرنسيين بحرق يده اليمنى حتى العظم ليعترف على مشايخ الأزهر الذين ساعدوه و لكنه رفض.
فقدوا الأمل في إدانتهم فامسكوا ببعض الأزهريين و حكم عليه بعد أربعة أيام فقط من قتله كليبر بالأعدام على الخازوق في منطقة تل العقارب في مصر القديمة و تركت جثته حتى يأكلها الطير و حملوا رفاته هو و كليبر معهم إلى فرنسا....
لازالت جمجته هناك و على الرغم من الحملات الشعبية من كل من الشعب السوري و المصري لاسترجاعها إلا أن غل الفرنسيين أكبر من أن يعيدوها .
اللهم أرحم أهل سورية فإنهم أهل نخوة
No comments:
Post a Comment