Search This Blog

27 March 2017

جربت تحب و ماتطولشي

علاقتنا كبشر بالحب و خاصة المصريين كما علاقتنا بالنقود (الفلوس)نحقد على الأغنياء و نشمت لمصائبهم.... نفس نظرتك لصاحب المرسيدس هي نفس نظرتك لمن يحمل يداي حبيبته بين يديه و ينظر في عينيها بشغف لم تختبره أو ربما أختبرته و لم يدم لك الإحساس .

تحقد عليهم و من داخلك تتمنى زوال نعمتهم و لكن في تلك اللحظة التي يلوح لك فيها الحب في الأفق تترك و تنحي كل سخريتك جانبا و ينبت لك جناحا عاشق يهيم بالدنيا حبا .... أليس من المفارقة انها ذاتها علاقتنا بالنقود .... كلنا مؤمن بان القناعة كنز لا يفنى حتى تلوح في الأفق أول فرصة عمل في الخليج،  كلنا سيدنا يوسف حتى تفتح خزائن فرعون او تنخ أمرأة العزيز أيهما أقرب .

و كما علاقتنا بالحب هي علاقتنا بالنقود نتمناها و عندما تأتي نهدرها و نسرف فيها على ملاذاتنا .... أو يأتي الحب فنعتبره من المسلمات دون الأخذ في الأعتبار أن الإسراف فيه قد يؤدي إلى جفاف هذا النبع.
 
لا أعلم لماذا تطاردني في أحلامي مقولة الدكتور أحمد خالد توفيق في أحد كتبه " حبيبتي ليتني قابلتك قبل أختراع السينما و قصص العشق حتى أعرف هل ما أشعر به حقيقي أما هو ما أملوه علينا" 

تخيفيني فكرة أن كل ما نعرفه عن الحب مبرمج مسبقا بداخل عقولنا و إنا لسنا سوى صدى صوت لمئات الأنات و الأهات من أغان أم كلثوم العاطفية أو قبلات فاتن حمامة لعمر أو صوت ميرفت أمين و هي تصدح بحباااااك في حافية على جسر الذهب 

ربما كان الحب هو الآخر أختراع كما النقود .... أوليس عيد الحب ذات نفسه (سانت فلانتين ) خدعة روجت لها شركات الكروت الشهيرة (هولمارك ) فأصبح موسما تباع فيه الشيكولاته و الورود في يوما واحدا ضعف ما تبيع طوال العام .

ماذا لو كان الحب زيف ، و مشاعرنا كذب أو صدى او إنعكاس لصور أختزناها على مدار أعوام و اعوام من الأغان العاطفية بداية من سي عبده الحامولي و الست ألمظ نهاية ب المهرجانات .... ثواني لا ليس المهرجانات أظن المهرجانات هي بداية إنعكاس تطور الإنسان لفصيلة اقل و لكن هذا ليس موضوع حديثنا اليوم.

أين كنت ... اة تذكرت علاقتنا بالحب و النقود و من المثير للسخرية أصلا أن كلاهما لا يدوم فلا الحب باق إلى أبد الآبدين و لا النقود مضمونة كلاهما ينفذ و يذهب و يبقي ذات الطعم المر في حلقك.... بقايا ذات السكر الذي تحول إلى طعم مر بعد أن ذهبت حلاوته .

و يبقى لديك بعدهما هذا الحقد الأعمى على كل من يمتلك كل ما حرمت منه تلك الفيلا الرائعة ، أو هذه النظرة العاشقة .

ولكن سؤال يؤرقني ترى لمن كان الشغف الأول للحب أم للنقود ... إن عدنا بالزمان لأول البشر فإن أول جريمة في التاريخ كانت جريمة شغف الأخ الذي أحب زوجة اخيه و رغبها لنفسه فقتل أخيه طمعا فيها..... أو تراه قتله طمعا في النقود ... أترى فبموت هابيل اصبح لقابيل كل الأرض و لأولاده من بعده .

ربما جاءا معا أو ربما كان احدهم سرابا و الأخر هو الحقيقة الوحيدة المؤكد هو أنه للحديث بقية

دمتم

 


No comments:

Post a Comment