كنا وقفنا عند السلطان سليم الأول و طومان باي و باب زويلة
في كتاب ابن أياس وصف الزهور في بدائع الدهور الجزء الثالث اللي حكى فيه عن ما حدث لطومان باي على باب زويلة ثم ما حدث من قبل ذلك في الجزء الثانيةمن الكتاب عن تولي المحتسب الجديد بركات بن موسى في أول رمضان بأمر من السلطان الغوري، ثم بقي على حاله ووضعه بعد هزيمة المماليك و تولي العثمانيين أمور ابلاد و نادى بالعملة العثمانية بين أفراد الشعب المصري الذي أنقلبت محبته للزيني كراهية بعد خيانته لذكرى طومان.
عندي اعتراف صغير على الرغم من كوني قارئة نهمة من سن التاسعة إلا أن أول معرفة لي بشخصية الزيني كانت من خلال رواية الزيني بركات للرائع جمال الغيطاني .
جمال الغيطاني أخد كام صفحة من كتاب أبن اياس و بدأ ينسج شخصية الزيني الرجل الأنتهازي و رجل كل العصور أقرءوا الرواية و لو أنني لا أعتقد أنها مرجعا تاريخيا.
أما اللي حصل لمصر بعد الهزيمة كان مروع .... السلطان العثماني ظن أنه حيدخل دخول الفتحين لمصر إلا ان المصريين أعلنوا الحداد أربعين يوما على طومان باي ، فما كان منه إلا إصدار الأوامر لمعاقبة من تظهر علية علامات الحزن و الحداد.
و كل اللي فات حمادة .... و كل اللي جاي حمادة تاني خالص
مصر قبل الفتح العثماني كانت دولة ذات استقلالية .... اة مكنش بيحكموها مصريين بس كانت دولة ذات سيادة و بتخوض حروب باسمها و لها عملتها الخاصة . أما بعد الفتح العثماني أصبحت مصر ولاية عثمانية تابعة للسلطنة ليس لها أن تخوض حروبا وحدها و لا أن تصك عملتها ، و اللي زاد و غطى عليها أن تدفع الجزية للباب العالي.
و بدأت مرحلة عثمنة الدولة، بداية من تغيير العملة ، لإرسال الوالي العثماني من الباب العالي و الحاكم باسم السلطان ، و فرض اللغة التركية على المراسلات الرسمية و غلق المدارس العامة و ترك الأزهر العلوم الدنيوية و الأقتصار على العلوم الدينية فقط.
الحقيقة أن الدولة العثمانية كانت عايزة ميبقاش فيه حد بيفهم في الولايات كلها علشان محدش يناطيهم ، و النتيجة أكثر من 200 سنة من الجهل و الفقر و الأمراض في مصر و سائر الولايات العثمانية.
علي بك الكبير قوي
الخلافة العثمانية شأن اي خلافة لها يوم و تقع و طبعا اليوم دة جه بعد قرنين من القعدة على قلب مصر بدأ الضعف يستشري في أوصال الدولة ، و من الممكن أن نقول ان الوالي العثماني بذات نفسه كان ألعوبة و شخشيخة في ايد المماليك و ان الأماكن المتطرفة في مصر مثل الصعيد كانت بالفعل شبة منفصلة.
ثم كان شيخ البلد علي بك الكبير .... علي بك الكبير مملوك غير معروف الأصل و لو أن من المرجح أنه تركي و ليس شركسي... كان في مماليك الأمير كتخدا اللي أعتقه في سن العشربن نظرا لشجاعته و قوة شكيمته و تدرج علي بك الكبير حتى أصبح حاكم القاهرة أو شيخ البلد .
علي بك الكبير كان طموحه كبير زي اسمه و أول ما فعل أنه استغل الهزائم المتتالية للدولة العثمانية في روسيا و قرر عزل الوالي العثماني و عدم دفع الجزية للباب العالي و قضى على أنفصال شيخ العرب همام بالصعيد و كذلك عضد الجيش و أرسل زوج بنته محمد بك ابو الدهب لفتح الحجاز ثم منها إلى الشام و راسل الدولة الروسية طالبا المؤازرة في مواجهة السلطان العثماني الأمر الذي جعل السلطان العثماني يستصدر ضده فتوى بوجوب قتله لتآمره مع دولة مسيحية ضد الخلافة.
ثم و بدون مقدمات أنقلب عليه زوج أبنته و حاربه و انتصر عليه و جرح علي بك الكبير و نقله محمد أبو الدهب بنفسه إلى القاهرة و امر بعلاجه و راعاه حتى وافته المنية في مشهد أقل ما يقال عنه أنه سيريالي
و عادت مصر إلى حظيرة الخلافة مرة أخرى سنة 1773 بس الموضوع مخلصش على كدة .....
نابليون بونابارت و شغل الضراير مع انجلترا
الأكيد أن أنجلترا مكنش لها أي مطامع في مصر اللي كانت مجرد ولاية عثمانية فقيرة حتى أدرك نابليون بونابارت أهمية مصر في الرخامة على الإنجليز ... أرض العسل و اللبن بالنسبة للإنجليز هي الهند و رأس الرجاء الصالح هو الطريق .... طيب أيه الوضع لو حفرنا قناة بين البحر الأبيض و البحر المتوسط تخلي فرنسا توصل الهند بسرعة و نتفاوض بقى على مين ياخد الهند بعدين.
لقاءنا القادم عن الحملة الفرنسية و سليمان الحلبي و مينو
No comments:
Post a Comment