Search This Blog

22 August 2018

لماذا لن تسقط لندن

مصاء الخير ( بصوت العظيم الدكتور حامد عبد الفتاح جوهر في برنامج عالم البحار) 

على غرار فيلم London has fallen للحلو بزيادة ال hulk الشقي جيرارد بتلر ، قررت ان اكتب إليكم خطابي هذا عن مشاهداتي في بلاد الضباب لندن . 

انا في طريقي الى لندن كنت متوجسة الخيفة و لي الحق صراحة فمؤخرا كانت اخبار لندن لا تسر عدو و لا حبيب ، من اول ال brexit او خروج لندن من الاتحاد الاوروبي لاسباب معلنة الا و هي سياسات الاتحاد الاوروبي الاقتصادية و التي يراها الإنجليز تضر باقتصادهم اكثر ما تنفعهم ، نهاية بحادثة الماساوية لموت طالبة مصرية في لندن نتيجة تخاذل الناس في الدفاع عنها و إهمال طبي و أضف الى ذلك أسباب الإنجليز الغير معلنة بخصوص سياسات الاتحاد الاوروبي فيما يخص اللاجئين و الهجرة بوجة عام ، قاد حملة الانفصال حزب يميني مشابة ان لم يكن متطابق في سياساته مع العم دونالد داك ( ترامب يعني)  نهاية بالبشمهندس بوريس جونسون ( اللي هو الخالق الناطق دونالد ترامب بعينه بغباوته بوشه العكر) و اللي اطلق تصريح مؤخرا شبه فيه المنتقبات بصناديق البريد. 

طبعا لا أخفيكم سرا كل العوامل المذكورة بعاليه بجانب زيارتي السيئة و التي عوملت بها انا و اسرتي بعنصرية شديدة في روما السنة الماضية خلتني متوقعة زيارة مهببة و ايّام سودا عليا و على اللي جابوني و انا متجهة الي لوندون. 

الحقيقة انا كبهير انبهرت ، لا بجد انبهرت و دي مش اول مرة اسافر أوروبا ، بس دي اول مرة فعلا احس انه انا في أوروبا . أوروبا اللي كنت بسمع عنها زمان في حكاوي الناس اللي كنت بعتبرها خرافات من اول شنطتي اللي ضاعت في المطار ، حد أخدها بالغلط ( أتوقع انه مصري علشان الهطل ده مبيطلعش غير مننا) للراجل الانجليزي الكبارة اللي كان ناقص يروحنا على حسابه علشان الشنطة بتاعتنا ضاعت و بمنتهى الحنان قالي oh darling don’t let such an incident spoil your holidays “ حضرتك بتقولي darling ده انا جوزي مقالهاليش و على الرغم من ضياع الشنطة كنت سعيدة جدا بالراجل الكبارة الجميل ده. 

زوجي العزيز في خضم ملأنا للاستمارات بتاعت ضياع الشنطة و اللخبطة الموالية لذلك نسي موبايله في عربية الشنط و قبل ما نخرج من المطار يا مؤمن كان في حد من أمن المطار بيدور علينا علشان يرجعلنا الموبايل قصة خرافية انا نفسي مكنتش حصدقها اقسم بالله لولا انها حصلت قدامي،. والله كنت حقول هتش مصريين بس حدث بالفعل. 

من مشاهداتي من التاكسي المتجة للمطار ، البلد فعلا نضيفة بمعنى مغسولة، بمعنى مفيش ورقة في الأرض ، حالة الأنبهار اللي أنا كنت فيها أتقلبت بحالة عبط و انا معدية من قدام الهارودز و الريتز بتوع محمد الفايد ، زي اي سايح أهبل كنت فرحانة فرحة العبيط بانجازات حد غيري ، بس قشطة يعني أنا في لندن و الأتوبيس أبو دورين مش كائن خرافي لا و لونه أحمر بجد مش كالح و لا متخربش و لا العيال واقفة ماسكة الباب و كاتبة عليه اساميهم ، انا مش عايزة أقولك الكبيرة دة كراسية متنجدةـ اه والله العظيم ، و التنجيد مش مقطع و لا مبقع تخيل يا مؤمن.

نيجي بقى للاحساس العام للبلد ، الناس ..... كل حاجة صح اوي، كل حاجة في مكانها اوي ، كل حاجة منظمة الباص بيتكتب حيوصل كمان دقيقة، كمان دقيقة بالضبط الباص بيوصل... محدش بيبصلنا علشان بنتكلم عربي ، محدش بيتعامل معانا بعنصرية، الحقيقة و لا بترحيب ، بس البرودة في المعاملات صفة اصيلة في الشعب الانجليزي منقدرش نحاسبه عليها ، في بعض المطاعم كان الويتر متبرعا بيقولنا اية الأكل الحلال علشان يسهل علينا الاختيار.

المتاحف تذكرتك عليها ميعاد حتيجي في الميعاد حتدخل ، مفيش حاجة متسابة للظروف او الصدفة، بس في المقابل كل حاجة غالية اوي ، بمقارنة بسيطة تذكرة المترو في روما كانت بيورو واحد و اليورو اقل من الجنية الاسترليني ، تذكرة المترو في لندن بخمسة جنية استرليني ، يالا الفاجعةـ هما بالفعل أغلى بكتير جدا من اوروبا في تكاليف المعيشة ، لكن دة مبيمنعش الناس انهم يقفوا طابور على المسارح.

دة كمان ممنعش الناس انهم ياخدوا ولادهم أماكن الدولة عملاها ببلاش علشان ولادهم يتعلموا فيها ، لك أن تتخيل انه مكان زي متحف التاريخ الطبيعي و متحف العلوم البريطاني كلاهم بدون تذكرة دخول ، و كم المعلومات اللي الأولاد استفادوها من الزيارة دي غير عادية، أنا شخصيا استفدت و حسيت أني كطفلة فاتني كتير اوي بالفرجة على ماما نجوى و بقلظ .

أخيرا الحدائق العامة، الباركس اللي أغلبها مفتوح ببلاش للناس ، حضرتك تاخد ترمس الشاي بتاعك و سندوتشاتك و كتابك و تقعد في اي بارك تقرا او تقعد قدام البحيرة تأكل البط (مش تاكله) أماكن جبارة وواسعة و مهولة كان زمانها في بلدنا العزيز كومبوندات مقفولة على الاغنيا .

صيانة غير عادية لمباني لندن الفيكتورية (نسبة لحقبة الملكة فيكتوريا) مباني قديمة جدا من 200 سنة و أكثر محتفظة برونقها و جمالها لانه في حد قرر يحافظ على تراث بلده ، في حد قرر يستثمر و يصلح الموجود و يعيد له بريقه ، مش يطلع برة البلد و يروح يبني في الصحرا ، قرر يصلح جوة بدل ما يهرب من المواجهه قال و يبني على نضافة .

بلد بكل الدقة دي و النظام دة و همة الناس و هي رايحة اشغالها، و قدرتهم على المساعدة لناس أغراب شكلها عربي على الرغم من سمعتنا اللي في السما ، .... أعتقد أنه سقوطها بعد أنفصالها عن الاتحاد الاوروبي غير واردة ، فد تتعثر ، لكن تسقط صعب ....

اما احنا بقى فنشد على خيبتنا بورش وننام 

سلامو عليكو