Search This Blog

06 May 2018

ست الملك و الحاكم بأمر الله و الملوخية ٢

 قتل الحاكم بأمر الله برجوان و قادت ست الملك اخته الكبرى حملة على قصر برجوان لتكتشف كنوزا قد خزنها في قصره من المجوهرات و العملات الذهبية . 

خلى الامر و الحكم كله للحاكم بأمر الله و اخته ست الملك و لكن سرعان ما انتهى شهر العسل . فالثابت تاريخيا ان الحاكم بأمر الله كان مصابا بوساوس قهرية و كان يظن دوما ان هناك من يراقبه . و قتله برجوان بأمر من اخته الكبرى ظل شبحه يطارده و كان يظن ان ست الملك سوف تفعل به ما فعل هو ببرجوان و لذلك و بدون إيعاز من احد بدا الحاكم بأمر الله ان يبعد اخته عن البلاط و ان يجعل من حوله لا ياتمرون الا بأمره .

لوهلة ابتعدت ست الملك عن المشهد السياسي مقتصرة على حضور المراسم السياسية الرسمية بجانب حريم أخاها و زوجات ابيها و لكن سرعان ما أطل جنون الحاكم بأمر الله على الشعب . 

اخد الحوادث المشهورة في التاريخ كانت تحريم اكل الملوخية ... نعم لسبب ما اعتقد الحاكم بأمر الله ان اكل الملوخية من المحرمات و منع الشعب من أكلها . ثم في صبيحة ذات يوم قرر الحاكم بأمر الله ان يغلق حمام شعبيا على رواده و هم بالداخل عقابا لهم على استخدامهم الحمامات الشعبية و بعدها اغلقت اغلب الحمامات. 

اللي اختشوا ماتوا 

هذا المثل المصري القديم يقال ان سبب هذا المثل ان الحاكم بأمر الله قرر ان يحرق حماما شعبيا نسائيا بينما النساء بداخله فرجت النساء شبه عاريات يصرخن اما من رفضت منهن ان تخرج شبة عارية فقد ماتت داخل الحمام و لذلك قال المصريون ان من اختشوا ماتوا 

و ظلت شطحات الحاكم بأمر الله تطال الكوسة و الدقيق و السكر ثم امتدت الى الدين ووجود الاله من عدمه و إغلاق حوانيت المصريين بالنهار و جعلهم يعملون بالليل . 

و هنا قررت ست الملك ان تتدخل و تحدثت مع أعيان الدولة و بدا يصل الى مسامع الحاكم بأمر الله ان ست الملك تتآمر عليه فقرر ان يقتل كل من تتحدث معهم ست الملك و اطلق على اخته التي قاربت على الخمسين الإشاعات بأنها حامل و انها زانية و انها على علاقة بكل الأعيان الذين يترددون على قصرها و قد ساء الامر ست الملك بشدة فقررت انه قد ان الوقت ان تتخلص من اخيها الذي صار خطرا على الحكم و عليها. 

استعدت ست الملك الامير ابن دواس على اخيها الحاكم بأمر الله و كان الأمير يخشى بطش الحاكم بأمر الله به فرسمت له ست الملك الخطة التي بها يستخلصون من الحاكم بأمر الله الا ان الحاكم بأمر الله كان قد خشي ان تقتله اخته و تورث ابنه الظاهر لإعزاز الدين بالله فبايع ابن عمه ابن الياس أمير حلب على خلافته.

خرج الحاكم بأمر الله ذات ليلة الى جبل المقطم على حماره و معه اثنين من جنوده و ترك الجنود و ابتعد لوحده و من ثم لم يعد و يقال انه وجد بعد ذلك عباءته الملطخة بالدماء . 

الى يومنا هذا لم يعرف مصير الحاكم بأمر الله بعض المؤمنين بالمذهب الشيعي يظنونه المهدي المنتظر التائه في احدى مغارات الجبل و الذي سيخرج عند نهاية الزمان. 

بعد خروج الحاكم بأمر الله من المشهد توجت ست الملك الظاهر بالله ابنه حاكما للدولة الفاطمية و قتلت كل من حاول ان يذكر اسم الحاكم بأمر الله و أرسلت في طلب ابن الياس من حلب و تم قتله قبل ان تطفيء قدمه القاهرة و بعدها قتلت و سجنت كل طائفة المؤمنين بألوهية الحاكم بأمر الله و خرجت في الناس قائلة انا سيدتكم ست الملك و هذا ابن اخي اما من سيستهين به ساقتله 

و طاب الامر للظاهر بالله و ماتت بعد ذلك بأعوام احد أقوى النساء في تاريخ مصر